الاثنين، 13 فبراير 2017

الفصل السابع / ميلاد عبيد منذ نشأته إلي شبابه من خلال أسرته



الفصل السابع

ميلاد عبيد منذ نشأته إلي شبابه من خلال أسرته

الميلاد:

ولد عبيد الحاج الأمين في العام 1901م (حسب روايات الأسرة)، "ذكرت كثير من كتب التايخ ميلاده في العام 1898م،" بحي مكي الشهيربــ (مكي ود عروسة)، من أب سوداني هو (الحاج الأمين عبد القادر حمد عبد الرحيم) يُذكر انه كان عمدة بري المحس، وأم سودانية هي السيدة (عرفة عليّ النور الخبير، تتصف بالصلابة والشدة والصرامة وقوة التحمل يقال ان والدها رباها تربية كما الرجال)، له ثلاثة شقيقات، وأخ من الأم، وأخت من الأم، وعدد كبير من الأخوة والأخوات من الأب. توفي والده وهو صغير، فتركت والدته منزل زوجها ببري المحس، وإصطحبها أخوتها إلي (حي مكي)، حيث تربي وسط أهل والدته من الأم، سوف يأتي ذكر ذلك تفصيلاً.

الأسرة:

عندما تزوج والده (الحاج الأمين) بوالدته (عرفة)، كانت متزوجة "من قبل"، من إثنين من أبناء عمومتها ولها إبن هو عثمان الخبير عمل بالتجارة ولكنه إختفي في إحد المرات وهو يرتحل في مناطق مختلفة ويقال (حسب روايات الأسرة)، ضلّ طريقه عندما أراد  التوغل في غرب السودان قاصداً دول الجوار، ولم تأتيهم أي معلومات بعدها عنه وانطوت صفحته بعدم التعرف علي أي مصدر للاطمئنان عليه، له ألف رحمة ونور. ولها إبنة وهي (حرم إمام الخبير)، أخت غير شقيقة لــ (عثمان الخبير)، تزوجت أبنتها (حرم) من (عليّ كرار)، وأقاما بمدينة (الأبيض)، ولهما من الأبناء (حسن ــ حسين ــ محمود "توفي صغير السن" ـــ أحمد ــ بخيتة) عليّ كرار، ومن الأحفاد علي سبيل المثال لا الحصر، (الشهيد عبد المنعم حسن عليّ كرار)، هذا جانب إخوة (عبيد) من الأم. فعندما تزوجت (الحاج الأمين)، أنجبت (عبيد ــ بنت المني ـــ نفيسة ـــ العازة)، لم يتزوج "عبيد"، وكرس جُل حياته للعمل السياسي، ومن روايات الأسرة كان سوف يتزوج بإبنة خاله (شكاك). عندما نأتي للتعرف علي والده (الحاج الأمين)، فهو تاجر ثري من أعيان شمال السودان، "له أعمال تجارية وكثير من الأراضي السكنية والزراعية، ورقيق كما هو الحال في ذاك الوقت (يقال أنه أعتق الكثير وأصبح لهم مكان خصصه لهم وسميت منطقتهم بحلة المعاتيق، ويقال حسب روايات الأسرة بعض منهم طلب أن يسمي نفسه بإسم سيده فيصبح ـــ فلان الحاج الأمين)"، كثير الترحال تزوج بزيجات كُثر، وله من الأبناء :
1-عبد القادر ويقال له الجيلاني (من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر"حاج حمد ").
2-عبد الرحيم (من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر" دكتور شيخ إدريس عبد الرحيم").
3-الهادي (من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر"أستاذ بابكر الهادي").
4-سعد (من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر" حاج الأمين سعد ").
5-شيخ إدريس ( من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ الأمين شيخ إدريس").
6-محمدين ( من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر "أستاذ الطيب محمدين").
7-حمد يلقب بــ"الحاج"(من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر"المهندس بالري المصري حسن").
8-محمد عرف بالمأمور(من أبنائه علي سبيل المثال لا الحصر"السفير والشاعر أستاذ عبد المجيد").
9-عبيد (لم يتزوج وكرس جُل حياته للعمل السياسي إلي أن توفي بمديرية بحرالغزال "واو").
10-البتول ( من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر "القاضي محجوب عثمان إسحاق").
11-مريم (من أبنائها علي سبيل  المثال لا الحصر " القاضي محمد الأمين سليمان قسومة").
12- زينب
13-بخيتة ( من بناتها علي سبيل المثال لا الحصر "سكينة سليمان حاج أحمد").
14-سعادة (من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ الأمين عبد الرحمن").
1ذ5-أمنة ( من أبنائهاعلي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ علي ميرغني" ).
16-أم نعيم ( من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ محمد إسماعيل حاج أحمد" ).
17-فاطمة (من بناتها علي سبيل المثال لا الحصر "آمنة (يطلق عليها أسم الفقيرة) مدثر أبوالقاسم").
18-بنت المني ( من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر " المهندس محمد مضوي بابكر").
19-نفيسة ( من بناتها علي سبيل المثال لا الحصر " فتحية الزين الأمين محمد" ).
20-العازة ( من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ شيخ إدريس إبراهيم عبد الرحمن أرباب ـــ أستاذ مصطفي عبد الله هاشم ـــ أستاذ موسي السيد الأغبش").
21-رقية ( من أبنائها علي سبيل المثال لا الحصر " حامد إسماعيل الريح").
  وعندما أتحدث عن "عبيد الحاج الأمين" فهو بالنسبة لي جدي (خال شقيق لوالدتي)، الوالدة "فتحية الزين الأمين محمد" ابنة نفيسة حاج الأمين (شقيقة عبيد)، ووالدي "عبدالله حمد حاج الأمين"، ابن (حمد حاج الأمين أخ غير شقيق لــ عبيد)، وسوف أسرد تفاصيل علاقة أسرتي الصغيرة (الوالد والوالدة) وحياة عبيد منذ نشأته حسب ما تسني لي من روايات.




صورة لعبيد حاج الأمين في شبابه






شجرة عائلة الحاج الأمين

عبيد الحاج الأمين ووالدي:

 عندما تزوج الحاج الأمين بوالدة جدي (حمد ــ الحاج)، وهي السيدة (عائشة أحمد هاشم) شقيقة كل من (الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخ علماء السودان ومؤسس معهد أمدرمان العلمي "جامعة أمدرمان الإسلامية الآن"،و يوسف أحمد هاشم)، وأخت غير شقيقة (للشيخ أحمد الطيب أحمد هاشم "مفتي الديار السودانية"، وإبراهيم أحمد هاشم، وعبدالله أحمد هاشم) أنجب منها الإبن الأكبر (حمد ــ الحاج)، ثم انفصل عنها، وتزوج بآخري فهو كثير السفر والترحال ويقال أينما حّل بمنطقة يتزوج منها، ومن روايات الأسرة قصة طريفة قيلت لي: (حدثت هذه الحادثة، "طلاق الحاج الأمين لزوجته" في عهد الخليفة، علم الخليفة عبدالله التعايشي خليفة المهدي بأمر "طلاق" شقيقة (الشيخ أبو القاسم)، فعرف عنه بتبجيله للعلماء وتكريم منزلتهم، فأسرع في طلب الزواج منها وأوفد من يطلبوها من شقيقها، فتم الزواج، و أراد الخليفة أن يتباهي ويذكر للجميع بأنه تزوج من شقيقة شيخ العلماء، فأقام وليمة عشاء فاخرة وبعث لكثير من الأمراء والأعيان ورؤساء القبائل ليخبرهم الأمر السار، ومن بينهم "الحاج الأمين"، إذ يقال لم تربطهما علاقة ود، فعندما فرغت الوليمة وأخبرهم بزواجه وهو في قمة فرحته، رد عليه "الحاج الأمين" وقال له: (ماهي إلا طليقتي، فقد تركتها لك)، فغضب الخليفة أشد الغضب ولم يفصح عن ذلك، ولكن ثورته أدت به إلي الصياح لأحد "غلمانه" وأمره أن يأخذ شقيقة الشيخ وكل مستلزماتها ويحملها علي (حمارة) وليست (حمار)، هذا دليل علي (شدة الغضب والانفعال) ويذهب بها مسرعاً إلي بيت شقيقها قبل بزوغ الفجر، ويقال أن الغلام من شدة خوفه، كان يسبق (الحمارة)، ووصل قبلها !!!. وانتهت قصة زواج الخليفة بالسيدة "عائشة".  وبعدها أرجعها "الحاج الأمين" وأنجب منها ( محمد "المأمور" وفاطمة"). تعلم جدي لوالدي في معهد أمدرمان العلمي لدي (خاله الشيخ أبوالقاسم)، حيث بدأ المعهد أولاً بأبناء "الشيخ ـــ أهله" والمقربين إليه، فتخرج جدي قاضي، ثم تزوج من أبنه خاله السيدة (صفية أبو القاسم أحمد هاشم )، وله من الأبناء:
1-حسن (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر"أستاذ أحمد الشهير بأحمد جمال").
2-إبراهيم (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "أستاذ/الباحث والصحافي محمد الشهير بـمحمد حتيكابي").
3-عباس (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "أستاذ أحمد").
4-حمزة (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "الشاعر حسين حمزة").
5-عبدالقادر (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر " دكتورعبد الملك").
6-عبد الله (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "عبيد").
7-فاطمة لم تنجب.
8-أسماء (لها من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "أستاذة رجاء الأمين عبد الرحمن ــ دكتور عبدالقادر أحمد محمد أبوالقاسم").
9-زينب ( لها من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر " أستاذ عبدالمنعم محجوب الحاج").
   وبعد وفاة زوجته الأولي "جدتي لوالدي" تزوج من أبنة خالة (محمد الطيب هاشم)، السيدة ( فاطمة)، وله من الأبناء:
1-محمد الأمين (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر"المحامية هبة ").
2-أحمد
3-أبوبكر (له من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر أستاذ "نادر").
4-عائشة (لها من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر"أستاذ زهير الطيب حسن ").
5-فايزة (لها من الأبناء علي سبيل المثال لا الحصر "أستاذ أمين عثمان").

عبيد الحاج الأمين ووالدتي:

 بعد وفاة والده "الحاج الأمين"، تركت والدته "عرفة" منزل زوجها وأخذها أهل والدتها "إخوتها", وهكذا تركت كل ما ورثت من زوجها هي وأبنها وبناتها، وتكفل بها أهل والدتها وهكذا نشأ "عبيد" في حي "مكي" .... (زريبة حاج إبراهيم)، عبيد هو خال والدتي أي شقيق نفيسة، ووالدتهما هي "عرفة عليّ النور الخبير"، سوف أقف علي توضيح ذو أهمية بالنسبة لنشأت "عبيد" وتكوين شخصيته، عندما أتحدث عن أسرة الخبير جد "عبيد" لوالدته، يقال أن الخبير تاجر ثري من العراق من قبيلة "بني شيبة" ترحل كثيراً وأخيراً حطت به الرحال في شمال السودان في مدينة "دنقلا" بني قصر كبير وعاش هناك وتزوج منها وأنجب أبنائه، ونتيجة الجفاف الذي يضرب بعض الأماكن في شمال السودان كحال جميع المناطق الصحراوية، والحروب الضاربة في أزمنة مختلفة، تلك عوامل أدت إلي مرور المنطقة الشمالية بسنوات عجاف لا يوجد بها المؤن الضرورية لاستمرار الحياة، فكر الخبير الذي ملك المنطقة بنفوذه وثروته بالإضافة للأراضي والرقيق في حوزته، بحفر "خندق" لجمع الغلال الضرورية لحاجة إنسان المنطقة، فتم  ذلك بمساعدة الجميع من معه، وأصبحت المنطقة تكتفي ذاتياً من الطعام اللازم طوال العام، ومن ثم أصبح يردد الناس ذاهبون إلي خندق الخبير لجلب الطعام، وامتاز الخبير أيضاً بالكرم الفياض، حيث يعطي كل من يحتاج دون عناء يكلفه. ومن هنا جاءت تسمية المنطقة "بالخندق". ومن روايات الأسرة، إن بعض من أفراد عائلة "الخبير" نزحت مع الفتوحات والغزوات إلي الخرطوم وبالأخص من سكن منهم في أمدرمان سميت المنطقة باسمهم مثل الحي الشهير بأمدرمان " حي الخنادقة " وفي العهد التركي يقال أن "الخبير" مُنح لقب "باشا"، (يُذكر في أوساط العائلة، والدة عبيد كانت تردد كثيراً إن والدها "باشا")، ومن أشهر أعمامها  (أحمد حسن الخبير، منحه المهدي، لقب أمير (ذكره سلاطين باشا في كتابه السيف والنار في السودان)، وتمتع بثراء حيث ظل في قصر والده في الخندق، سوف يأتي ذكر ذلك في حين أخر. قصر الخبير من الشواهد الباقية إلي الآن ... (ففي العام 1995م، شاءت الظروف وقابلت باحثة يابانية أتت خصيصاً من اليابان في مشروع بحث خاص بدراستها، " رسالة عن البطل الزعيم عليّ عبد اللطيف وثورة 1924"، وذهبت إلي الخندق (مسقط رأس الزعيم) حيث التقطت بعض الصور لقصر الخبير بالخندق ووجدت بعض العملات من العهد القديم)... بالنسبة لوالدة "عرفة", هي "حليمة ابنة مصباح حاج إبراهيم"، فمن هو؟؟؟. قطن حاج إبراهيم في منطقة بحي "...." بمدينة أمدرمان، وعمل بالتجارة وله زوجات وأبناء وبعض الرقيق، وأشتهر بالحكمة وإسداء الرأي والمشورة فلا تتم أي مصلحة في المنطقة إلا ويذهب أصحابها (من أهله أو معارفه) لأخذ المشورة والرأي، مثل الزواج أو شراء منزل وخلافه، فأخذت شهرته يذاع صيتها وإتسعت رقعة المنطقة وسميت " بزريبة حاج إبراهيم"، ويقال في عهد الاستعمار، يأتي إليه المفتش الإنجليزي لأخذ مشورته في بعض الأمور، ويجلس معه وعندما يهم للرجوع يسرع ويأمر بعض غلمانه في إيصال المفتش، وفي مرة: "ذهب أحد غلمان حاج إبراهيم ويدعي (عبد القيوم) وهم بالرجوع بعد توصل المفتش، ومن العادة إلا يركب "الحمار" بل يقوده إلي أن يأتي به لــ سيده، ولكن في هذه المرة ركب "الحمار" ودخل به ماراً بالبوابة الشهيرة في أمدرمان والتي عُرفت بالبوابة الجنوبية وقتها، ولا يدخل بها إلا الأعيان والمسئولون من رجال الانجليز، وصادف مرور أحد كبار مفتشي الانجليز، وصاح: من هذا الذي يمر من هنا ؟؟؟ فأجابه, صوت... هذا غلام حاج إبراهيم ... (عبد القيوم)، فرد المفتش... إذن هي بوابة "عبد القيوم". ومن هنا آتت تسمية البوابة ببوابة"عبدالقيوم"..... (ذكر سلاطين باشا في كتابه "السيف و النار في السودان" ... أن عبد القيوم هو "الياور" الخاص للخليفة عبد الله التعايشي ... والروايات في الأسرة كُثر.... هل حاج ابراهيم أهدي غلامه، عبد القيوم، إلي خليفة المهدي بعد نجاح الثورة المهدية، أم حدث شيء أخر؟؟؟ ـــ والله أعلم ).




بوابة عبد القيوم ... اللورد كتشنر يعبر منها (عُرفت قبل تسميتها الحالية بالبوابة الجنوبية)

والحي ألان هو حي "مكي" أو ... سمي أيضاً مكي ود عروسة.  في هذا الحي وفي هذه الأجواء نشأ "عبيد" بين أهل والدته الذي أحبوه كثيراً وأحنوا عليه وشُمل بالإهتمام والرعاية من الجميع، بدأ تعليمه بنشاط وهمة كبيرة ويذكر له كثرة الإطلاع وحرصه علي نهل المعرفة والعلم الغزير وتثقيف نفسه وكثرة حفظه للشعر، ومن الراويات التي ذكرت في حقه، عندما يذهب أحدهم لتبليغه بموعد الطعام يجده مستلقي علي الأرض ويمسك كتاب يقرأ فيه، ويُسأل : لماذا أنت مستلقي علي الأرض؟ فيجب السجن وما أدراك بالسجن، لم يفهمه أحد وقتها !!!. ولكن عندما بدأت بواكير العمل السياسي والنشاط الملحوظ بعد حين، استوعب الجميع ميوله العدائية للإستعمار والطريق الذي رسمه لنفسه ــــ حدثتنا، شقيقته "نفيسة" وقالت: في سن "التاسعة عشر" بدأت ألحظ عليه الاهتمام بالكتابة والإنكباب عليها كثيراً (وهذه الكتابات عرفت فيما بعد بالمنشورات التي كانت تعلق علي الأعمدة وتلصق علي بعض الجدران، وأزعجت الإنجليز كثيراً).

عبيد في منزل حمد "الحاج" القاضي:

أحد أصدقائه يصفه فيقول عنه: "عبيد، فتى أقرب للطول نحيف القوام، أنيق الهندام، واسع العينين يشع منها بريق الذكاء، يتحدث مسرعاً وفى إقتطاب، لم يكن خطيباً ولا رجل جماهير وهذا جعله يكرس جهده لرسم الخطط السرية للجمعية، وترك الجانب الخطابى والشعبى لعلىّ عبد اللطيف الذى كان أكثر شهرة منه بين الجماهير، وقد تخرج فى السنة الثانية فى كلية غردون القديمة (ثانوى)، وعمل موظفاً فى الحكومة".... وتنقل بين أخوته، ومن ثم أخذه أخاه الأكبر "حمد" الذي يلقب  بالحاج"، للإقامة معه (وذلك بعد المطاردات من البوليس السياسي)، عمل في مدن عديدة مثل (مدني، كوستي، الأبيض، الخندق)، قاضياً. وجد "عبيد" كل الرعاية والإهتمام بصحبة أسرة "القاضي حمد", وابن أخيه "حسن" فهما متقاربان في السن، ووجد أيضاَ الحماية والأمان اللذان أهلانه لممارسة النشاط السياسي دون لفت الأنظار إليه، أتقن اللغة الانجليزية وأراد له أخاه أن يبدأ حياته العملية، فتم تعينه في أماكن عدة كما كتبت كثير من كتب التاريخ، مثل (السكة حديد ـــمصلحة السجون ــــ البريد "البوستة")، فما هي العبرة من التنقل في العمل ؟؟؟.... كثرة إطلاعه وحبه للقراءة جعلت منه هاوياً لجمع الكتب ومن ثم تبادلها مع أقرانه.... ثم الصحف والمجلات التي لعبت دوراً هاماً في حياة الخريجين والمتعلمين وبخاصة في حياة "عبيد"....  الوقفات التي أسلفت علي تلك الصحف والثقافات، والندوات الشعرية، ذات مغزي في حياة هؤلاء الشبيبة الناهضة، لها كبير الأثر في تكوين شخصية بطلنا.



 





رسام أعجب بصورة عبيد فرسم هذه اللوحة التذكارية